11 أغسطس 2008


مقاومه مشروعه

قتلتهم! .. نعم .. قتلتهم ولاأدري كيف قتلتهم .. نظرت إلى وجهي في المرآة .. هل هذا الوجه الوديع يكون وجهاً لسفاح قاتل مجرم!! .. شعرت برغبة عارمة في البكاء .. لم يخطر ببالي أبداً أن اقتل ولو نمله ما دامت لم تؤذني .. سأحكى لكم أيها الأصدقاء الأحباء وأنا راضٍتماماً بحكمكم ..منذ وقت لا يزيد عن القليل بكثير.. كنت مقيماً عند أحد أصدقائي في "بيت حانون" وكان الليل هادئاً على غير العادة في هذه البقعة الساخنة من العالم .. تسلل هؤلاء الأوغاد كعادتهم .. ودخلوا إلى الشقة .. كيف دخلوا!! لا ادري .. مع أنني قبل أن اذهب للفراش تأكدت من إغلاق الباب .. لم يدروا أن أحدا كان مستيقظا .. لمحتهم يتحركون داخل الشقة .. ويبدوا أنهم فوجئوا بوجودي مثلما فوجئت بوجودهم .. صرخت باسمهم فانا اعرفهم جيدا .. من منا لا يعرفهم .. حاولوا أن يهربوا مع أنهم كانوا أربعه .. جريت بسرعة وحاولت قدر المستطاع أن امنعهم .. وأنا أنادى على صديقي "إياد" الفلسطيني الذي كان في حالة بين اليقظة والنوم .. وما أن رآني محتجزهم حتى صاح .. " اقتلهم ، هيا فلتفعلها أنهم يستحقوا ذلك ، حتى يتعلموا مـا يدخلوا إلى ملك غيرهم " كادوا أن يهربوا .. فوجدت نفسي أستل السلاح الوحيد الذي وجدته سانحاً أمامي في ذلك الوقت . وهويت به عليهم واحداً تلو الآخر .. لم أدرى كم ضربتهم ولكني توقفت .. ولكن بعد فوات الأوان لأنهم صاروا أشلاء ممزقه .. يا للبشاعة .. أنا فعلت ذلك ؟! لا أصدق .. ولما رآني صديقي حزينا صاح (لقد استحقوا ذلك) .. وبعد التخلص من أشلائهم القذرة ذهبت إلى الفراش ونمت نوماً عميقاً – لا أدري كيف نمت – في الصباح لم استطع إخفاء هذا عن أصدقائي وكل من قابلت فوجدتهم جميعاً يقولون (يا لك من فتى شجاع .. لقد استحقوا ما حدث لهم) .. فأقاطعهم (ولكنهم لم يؤذوا أحد) فقالوا لي (لو كنت تركتهم لآذوك) .. بل أزاد احد الأصدقاء ( باليت أمثالهم يتعظون ولا يتجرءون هكذا على البيوت) ولكنني شعرت أنني سأحمل ذنبهم مهما طال بي العمر أو قصر .. فقطعت على نفسي ألا أقتل مرة أخرى مهما كانت الظروف . مرت الأيام .. ويبدوا أن هناك من عرف منهم بجريمتي في حقهم .. يبدوا .. أنه أحد أقاربهم .. وجاء ليثأر .. وحين رأيته استللت نفس السلاح ، وانقضضت عليه متناسيا العهد .. ولكن لا أدري هل من حسن حظي أم من سوء حظي – استطاع الهرب والإفلات ولم أراه مرة أخرى .. كان يقيم معنا في نفس البناية احد قواد حركة ( حماس ) الفلسطينية صارحته بجريمتي وخوفي من أن يجمع هذا القريب عدته .. ليعود مرة أخرى وينجح في أخذ الثأر .. فقال لي (لا تخاف – سوف نحاول أن نعيدك إلى بلادك لأنهم بالتأكيد عرفوك) جرت الأيام والأحداث تسابق بعضها البعض ولكن لم أستطع أن أنسى تلك الحادثة .. آه .. نسيت أن أقول لكم بعض التفاصيل المهمة بالحادثة ... الجاني " أنا " ..الشهود "صديقي إياد" .. مكان الجريمة " في احد البيوت الفلسطينية في (بيت حانون) " .. أداة الجريمة .. (حذاء اسود مقاس 45 من الجلد) حالة المجني عليهم بعد التشريح وتقرير الطبيب الشرعي : "أخذ كل واحد منهم بكعب الحذاء ذي النعل الصلب عدة ضربات أدت إلى الوفاة الفورية المجني عليهم : كتيبه تتكون من الصراصير من الحجم الكبير . ما رأيكم أيها الأصدقاء هل يستحقوا هذا العناء أم لا ؟!

كريم محمد ثروت ............أنتظر تعليقاتكم




إبتداء من اليــــــــــــــوم
ســــــــأقوم بـإضــــــافة
مــقالات متنوعـــــــــــة
بصوره أسبوعـــــــــية
ومنتظر ردودكــــــــــم
شكراً